مرض الروماتويد: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

مرض الروماتويد



* سنتناول مقدمة بسيطة أولاً عن أنواع الأمراض الروماتيزمية ومن ثم سنتطرق تفصيلياً عن مرض الروماتويد.

 سنقوم بتقسيم الأمراض الروماتيزمية بطريقة مبسطة في محاولة لتيسير فهم الشخص العادي وكذا المريض لهذا المجال من الطب والمطروق دائماً بأعراف ومعتقدات غير صحيحة أهمها أن كل الأمراض التي تصيب المفاصل هي مرض واحد واسمه "الروماتيزم".

يمكن تقسيم الأمراض الروماتيزمية بصفة عامة إلى أمراض التهابية وأمراض غير التهابية، ماذا تعني كلمة "التهابية" أو ماذا يعني وجود التهاب: قد يتعرض أي عضو أو جزء من الجسم لعوامل ومؤثرات ضارة وسلبية الأثر عليه . إذا كانت هذه المؤثرات والعوامل ضخمة في الكم أو الشدة وفي نفس الوقت تحدث أثرها السلبي على مدى فترة وجيزة فهذا يؤدي إلى إصابة أشد في الجسم وبالتالي رد فعل أعظم يكون بمثابة حالة طواريء تحدث في العضو المصاب وقد تؤدي في المفصل مثلاً ، إلى حدوث تورم واحمرار وسخونة وتؤدي إلى زيادة سرعة الترسيب بالدم وهذا ما يسمى بالالتهاب أو المرض الالتهابي.

 أما إذا كانت هذه المؤثرات متواضعة من حيث الكم أو الشدة وكانت تحدث تأثيرها السلبي على مدى فترة طويلة إلى حد ما من الزمن فإن هذا يؤدي إلى قصور تدريجي جداً في وظيفة العضو أو الجزء المصاب لا يكون مصحوباً برد فعل عنيف (حالة طواريء) من الجسم أي لا يكون مصحوباً بالالتهاب وتكون الأعراض قصور وظيفية وآلام فقط بدون تورم أو سخونه أو ارتفاع سرعة الترسيب بالدم.

المجموعة الأولى (الأمراض الروماتيزمية الالتهابية):

تكون مصحوبة غالبـــاً (وليس دائماً) بارتفاع في سرعة الترسيب في الدم :

 ● أمراض جهاز المناعة: الوظيفة الأساسية لجهاز المناعة هي التصدي للميكروبات التي تقوم بمهاجمة جسم الإنسان ويكون ذلك عن طريق إفراز الأجسام المضادة التي تقوم بالتخلص من هذه الميكروبات. ما يحدث في أمراض جهاز المناعة الروماتيزمية هو أنه بسبب خلل ونشاط زائد في جهاز المناعة يقوم جهاز المناعة بمهاجمة بعض الأنسجة والخلايا بالجسم ظناً منه أنها ميكروبات وليست من الخلايا التابعة للجسم وتكون النتيجة هي إحداث ضرر بخلايا الجسم والتهاب بأجهزة الجسم التي تتعرض خلاياها لهذا الهجوم . ويختلف كل مرض مناعي روماتيزمي عن الآخر تبعاً لاختلاف نوع خلايا وأنسجة الجسم التي يقوم جهاز المناعة المختل وظيفياً بمهاجمتها فمثلاً
في مرض "الروماتويد" :

 ما هو مرض الروماتويد ومن يصيب؟

الروماتويد مرض مزمن يصيب المفاصل وهو يصيب النســاء والرجــال ولكن يصيب النساء بنسبة أكبـــر (تصل إلى ثلاثة أضعاف الرجال) وهو يصيب جميع المراحل العمرية من الطفولة (يسمى روماتويد الأطفال ونتناوله على حده في مقال آخر) إلى الكهولة ولكن بخاصة المرحلة العمرية من عشرين إلى أربعين عام.

سبب الإصابة بمرض الروماتويد:

السبب في الإصابة بمرض الروماتويد هو حدوث خلل بالجهاز المناعي للمريض
 وهذا الخلل عبارة عن زيادة نشاط الجهاز المناعي بحيث يقوم بمهاجمة أجزاء أو أنسجة معينة من الجسم بنفس الطريقة التي يهاجم بها الميكروبات التي قد تصيب الجسم مما يؤدي إلى حدوث إلتهاب بها. 

 في مرض الروماتويد مثلاً يهاجم جهاز المناعة الغشاء الزلالى المبطن للمفاصل مما يؤدي إلى إلتهابها. في مرض الذئبة الحمراء وهو مرض آخر من أمراض جهاز المناعة يهاجم جهاز المناعة الغشاء الزلالى المبطن للمفاصل (ولكن بدرجة أقل من الروماتويد إلى حد ما) وقد يهاجم أيضاً الكلى (ينتج عن ذلك إلتهاب بها) والجلد (يؤدي إلى طفح جلدي) ومنبت الشعر (يؤدي إلى تساقط بالشعر).

أمراض جهاز المناعة بصفة عامة (ملحوظة هامة): مرض الروماتويد هو واحد فقط ضمن قائمة كبيرة من أمراض جهاز المناعة.

ماذا يعني إلتهاب بالمفاصل؟ يعني حدوث ألم بها وتيبس في الصباح وأحياناً تورم وأيضاً عدم القدرة على إستخدام المفصل المصاب بالإلتهاب فمثلاً يحاول المريض فتح باب بالمفتاح فيشعر بألم شديد في مفاصل اليد والأصابع إذا كانت هذه المفاصل ملتهبة
 لماذا يحدث هذا الخلل: ينتج الخلل بجهاز المناعة عادة عن وجود أشياء من البداية في الشخص المصاب (عوامل مهيئة لحدوث الخلل) وعن حدوث أشياء لم تكن موجودة من قبل في هذا الشخص.

 (عوامل مسببة لحدوث الخلل): 

 عوامل مهيئة لحدوث الخلل: وهي عبارة عن عوامل وراثية في التركيبة الجينية للمرضى الذين يصابون بهذا المرض بيد أن هذه العوامل المهيئة رغم أهميتها لحدوث المرض إلا أنها وحدها لا تكفي فلابد من حدوث واحد أو أكثر من عوامل أخرى مسببة للمرض . بمعنى آخر: قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالروماتويد عند عشرة أشخاص مثلاً ويصاب فقط اثنين من هؤلاء العشرة بالمرض في حين يعيش ويموت الثمانية الآخرين دون أن يصابوا أو يدروا شيئاً عن هذا المرض. ملحوظة: لكل مرض من أمراض جهاز المناعة استعداد وراثي خاص به يختلف من مرض إلى آخر.

 عوامل مسببة لحدوث الخلل: هذه العوامل هي بمثابة الإصبع/الأصابع التي تضغط على زر بداية هذا المرض في الأشخاص المستعدين وراثياً لحدوث هذا المرض وليس في أي شخص. بعض هذه العوامل قد تكون تغيرات معينة في مستوى الهرمونات بالدم في وقت أو مرحلة ما وهو ما يفسر حدوث الروماتويد مثلاً في فترة مابعد الولادة مباشرةً في بعض النساء أو تغيرات في الروابط العصبية/ الهرمونية وهو مايفسر حدوث الروماتويد مثلاً أثناء أو مباشرةً بعد حدوث أزمات نفسية كالحزن الشديد على فقدان أحد الأحباء المقربين أو الإصابة بأحد الإلتهابات الميكروبية.

أعراض الروماتويد:

- آلام بالمفاصل وبخاصة مفاصل اليد والكوع والكتف والرقبـــة والركبـــــة والكاحل تبدأ بالتدريج في معظم الأحيان وقد تشتد أحيانـاً لدرجــة أنها تعيــق المريض عــن القيـــــام بأعماله اليومية العادية و قد يصاحبها شعور بفتور و عدم الشهية للطعام و نقص بالوزن.

- تيبس الصباحي : وهو صعوبة الحركة بالمفاصل المتأثرة بالإلتهاب الروماتويدي عند الاستيقاظ من النوم والتي تقل تدريجياً أثناء النهار وتتراوح مدتها فيما بين ساعة وعدة ساعات.

- حدوث تورم بالمفاصل المصابة والذي قد يكون ملحوظاً أحياناً وبخاصة في مفاصل اليد والكوع والركبة والكاحل.

كيف يشخص الطبيب مرض الروماتويد؟

يكون تشخيص الروماتويد عن طريق: 

الوصف السابق ذكره للأعراض،
 إستبعاد وجود بعض الأمراض الأخرى التى قد تتشابه أعراضها مع مرض الروماتويدوتتم هذه العملية في الأساس في أثناء التحدث مع المريض (عملية أخذ التاريخ المرضي) و سؤاله عن وجود بعض الأعراض الأخرى التي ترجح وجود أحد هذه الأمراض الشبيهة إلى حد ما بالروماتويد. أمثلة لهذه الأعراض الأخرى والتي قد توجه الطبيب إلى تشخيص إلتهاب مفصلي آخر غير الروماتويد هي تساقط ملحوظ بالشعر ، أوقرح بالفم ، أو طفح بالجلد ، أو إحمرار بالوجه ، أو إرتفاع بضغط الدم ، أو قصور بوظيفة الكلى ، أوآلام مزمنة بالظهرخاصة أثناء الليل، أو إضطرابات بالقولون. وأمثلة لبعض الأمراض الأخرى التي قد تتسبب في إلتهاب بالمفاصل شبيه بذلك الذي يحدث بمرض الروماتويد هي مرض الذئبة الحمـراء والروماتيزم التيبسـي ، ومرض بهجت ، ومرض تقرحـات القولــــــون الإلتهابي وأمراض أخرى.

 الفحوص المعملية: نوضح هنا أن الفحوص المعملية التي تساعد الطبيب على تشخيص المرض هي تلك الفحوص التي تفيد أو تعكس وجود التهاب بالجسم بصفة عامة وليس في الروماتويد بصفة خاصة. مثال ذلك ارتفاع في سرعة ترسيب الدم.فكما ذكرنا فإن أساس التشخيص هو الحصول على وصف دقيق للأعراض وللحالة المرضية من المريض أثناء التحدث معه وليس أي تحليل أو فحص أشعة.

 تحليل معامل الروماتويد: هو تحليل يستأنس به الطبيب في تشخيص الروماتويد ولكن لا يعتمد عليه ، فهو إيجابي في سبعين في المائة فقط من مرضى الروماتويد وسلبي في ثلاثين في المائة . أيضاً قد يكون هذا التحليل ايجابي في بعض المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى غير الروماتويد ولا يعانون من الروماتويد أساساً وقد يكون إيجابي في بعض الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي أمراض. 
والخلاصة: أنه يمكن أن يكون مريض مصاب بالروماتويد و يكون تحليل معامل الروماتويد سلبي ويمكن أن يكون غير مصاب بالروماتويد و يكون تحليل معامل الروماتويد ايجابي ، وعلى هذا يترك البت في هذه الجزئية للطبيب المختص في الأمراض الروماتيزمية وليس لطبيب آخر وبالطبع ليس للمريض.

فـحـــوص أخـــــرى: كالأشعـات العاديــــه (أشعة اكس) أو المقطعيــة أو الرنين المغناطيسي وأخرى.

تقييم شدة الإلتهاب الروماتويدي

 يترتب على عملية تقييم شدة الإلتهاب الروماتويدي تحديد أو إختيار نوع أو قوة العلاج الذي سيوصف للمريض فالمريض الذي يعاني من علامات إلتهاب بسيط بالمفاصل بالتأكيد سيعالج بعقاقير وطرق علاجية أقل في القوة من ذلك الذي يعاني من إلتهاب شديد بالمفاصل.

تشتمل عملية التقييم في الأساس على ما يلي: 

- سؤال المريض عن شدة الأعراض.

- عدد المفاصل التي تؤلم المريض إذا قام الطبيب بالضغط عليها أثناء الكشف الطبي.
- عدد المفاصل المتورمة.
- مدى إرتفاع سرعة الترسيب بالدم والذي يعكس مدي الإلتهاب بالجسم بشرط ألا يكون المريض يعاني وقت قياس سرعة الترسيب من أي مرض آخر يزيد هو الآخر من نسبتها كإلتهاب حاد بالحلق مثلاً أو بمجرى البول. 

 ما هو مصير مريض الروماتويد؟

التاريــخ الطبيعـي للـمــرض: تختلف شدة إلتهاب الروماتويد من مريـض إلى آخر وبالتالي قوة وعدد وجرعات العقاقير الموصوفــــة للمريـــض. بعض المرضى يصابون بإلتهاب بسيــط جــداً وأعـــراض طفــيفــــــة والبعض الآخر يعاني من التهاب شديد ومستمر مـــن النـــوع الــذي قـــد يتطور مع التهاب الغشــاء الزلالي إلى تآكـــل الغضاريـــف بالمفاصــــل والتأثير على الأربطة الأمــران الذان يؤديــان إلــى حــدوث تشوهـــــات المفاصل ولكن معظـــم المرضى يعانون من التهاب وســـط في شدته بين النوع الطفيف والنوع العنيف.

 ملحوظــة: قد يحدث أحياناً في أثناء متابعة المريض الذي تتحسن حالته على العقاقير والعلاجات الموصوفة أن تخمد أعراضه تماماً فيقوم الطبيب بتخفيض جرعات العلاج تدريجياً طالما حالة الريض تسمح وطالما لا يحدث أي تهيج للمرض مرة أخرى ومع الاستمرار في تخفيض جرعات العلاج ومع إستمرار عدم ظهور مؤشرات أو بوادر إلتهاب بالمفاصل قد يقوم الطبيب بإيقاف العقاقير تماماً والاستمرار في متابعة المريض على فترات (تتباعد تدريجياً) للتأكد من عدم تهيج المرض مرة أخرى وفي بعض الأحيان لا يتهيج المرض مرة أخرى ويكون المريض بمثابة من شفي تماماً من المرض. يحدث ذلك في عدد قليل من المرضى ولا يجوز أن تستخدم هذه الظاهرة النادرة لعمل أي تعميمات أن المرض يشفي تماماً فالتعميم المتعارف عليه عالمياً أن مرض الروماتويد مزمن وعلاجه مستمر.

عـــلاج الروماتويد

 أولاً: فهم ماهية المرض وكيفية حدوثه وكيفية علاجه وما يتوقع من علاجه من أهم خطوات العلاج فمثلاً من المهم جداً أن يفهم المريض أن الروماتويد مرض مزمن كمرض السكر وإرتفاع ضغط الدم وأن العلاجات الموصوفة له هي لإخماد نشاطه وليس لاقتلاعه جذرياً وأن من يقترح أو يروج غير ذلك في التلفاز أو وسائل الإعلام الأخرى فهو يستغل هذه الوسائل الإعلامية استغلالاً سيء للتلاعب بمرضى يعلم أنهم سيتعلقون بأي أمل للقضاء على أعراضهم نهائياً ومن المهم أيضاً أن يعلم المريض أن مرض الروماتويد ليس مرضاً خطيراً أومقعداً لكل من يصاب به فهذا يحدث فقط في نسبة ضئيلة من المرضى كما أن العلاجات الحديثة والمستخدمة الآن للتحكم في هذا المرض قد ضاءلت من نسبة عدد المرضى الذين يتأثرون لهذه بشدة من المرض.

ثانياً: إتباع التعليمات العامة للتعامل مع الآلام المفصلية والإعاقات الحركية التي قد تحدث في مرض الروماتويد.

ثالثاً: جلسات العلاج الطبيعي والتي يمكن أن نعتبرها من ناحية مسكن لا يتعاطاه المريض عن طريق الفم ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها وسيلة تأهيل للتعامل مع المرض حيث أنه يتم في هذه الجلسات عمل تمارين لتقوية العضلات وبالتالي لتهيئة الجهاز الحركي لمقاومة الالتهاب الروماتويدي. (ملحوظة: جلسات العلاج الطبيعي لا تغني عن العلاج الدوائي أبداً).
رابعاً: إستخدام الأدوات أو الأجهزة المساعدة لإنجاز الأعمال اليومية بأقل قدرمن التحميل الزائد على المفاصل. (ملحوظة: استخدام الأدوات أو الأجهزة المساعدة لا يغني عن العلاج الدوائي أبداً)
خامساً: العلاج الدوائي: 

- العقاقير المسكنة: وتستخدم لتهدئة الأعراض وليس للعلاج وهناك أنواع مختلفة من العقاقير المسكنة المستخدمة ويوصي باستخدامها بعد استشارة الطبيب المختص لأنه وحده القادر على مراعاة التوازن بين وصف هذه العقاقير لتهدئة الأعراض من ناحية وبين تجنب حدوث الأعراض الجانبية (بالكلى والكبد والمعدة مثلاً) من جراء استخدام هذه العقاقير من ناحية أخرى.

- العقاقير المحورة و المخفضة لنشاط جهاز المناعة:

 وهذه العقاقير تقوم بالتحوير من وظيفة الجهاز المناعي بحيث تقل مهاجمة خلايا الجهاز المناعي للمفاصل وبالتالي تقل شدة الالتهاب والألم وبالتالي يقل أيضاً احتياج المريض للعقاقير المسكنة وهذا يحدث عادة بعد فترة تتراوح بين شهرين إلى ستة أشهر في غالبية المرضى الذين يستجيبون لهذه العقاقير.

- العقاقير البيولوجية: وهذه عائلة حديثة من العقاقير والتي أحدثت طفرة حقيقية في علاج الروماتويد على مدى العشر سنوات الأخيرة وهي عبارة عن عقاقير تقوم بمهاجمة وإبطال مفعول المواد الالتهابية المسئولة عن إحداث الضرر بالمفاصل والتي تنتج عن العملية الالتهابية بمرض الروماتويد.

سادساً: العلاج الجراحي: وهذا النوع من العلاج يكون عادة في بعض المرضى من تلك الفئة الصغيرة التي تعاني من روماتويد تشوهي بالمفاصل وتكون هذه الجراحات عادة بعد سنوات كثيرة من الإلتهاب المستمر وذلك لاسترجاع أو الحفاظ على وظيفة المفصل أو لتغيير مفصل تدمر من جراء الإلتهاب الشديد. 

ملحوظة هامة:
 كلما سارع مريض الروماتويد للعلاج المناسب في بداية المرض كلما كانت النتائج العلاجية أفضل والآثار الضارة بالمفاصل أقل على مدار السنين.

أسئلة شائعة عن مرض الروماتويد:

العلاقة بين مرض الروماتويد والتدخين:

 يزيد التدخين من فرصة حدوث مرض الروماتويد في هؤلاء الأشخاص ذوي الإستعداد الوراثي لحدوث المرض وأيضاً يزيد من شدة أعراض المرض
الإسورة النحاس و الجلوكوزامين.
لايوجد ما يثبت أن هذه الأشياء لا أي تأثير إيجابي في مرضى إلتهاب الروماتويد المفصلي.

طب الأعشاب ومرض الروماتويد:

يبحث المرضى دائماً في كل مكان عن العلاجات التي (۱) تعالج أمراضهم و في نفس الوقت (٢) ليس لها أعراض جانبية أو على الأقل لها أعراض جانبية قليلة جداً، و كذلك الأطباء، فهم أيضاً يبحثون عن وسائل العلاج المثلى التي تستوفي هذين الشرطين.

ويعتقد الكثير من المرضى أن علاجات الأعشاب تستوفي هذين الشرطين، فهي: 

أولاً: من الطبيعة ولا تخضع لعمليات التصنيع التي تخضع لها الأقراص
 ثانياً: تحوي محال بيع منتجات الأعشاب ما يعالج تقريباً كل عرض في الوجود و ليس فقط كل مرض ، ففي الوقت الذي تجد فيه في صيدلية الدكتور هشام علاج لمرض ما كالروماتويد أو الدرن أو النزلة المعوية تجد في دكانة عم مسعد العطار قرطاس أو وصفة للكحة وأخرى للزغطة وأخرى للعطسة وأخرى للهرشة وهكذا
إذا كنت ممن يؤمنون بهذا التفوق الكبير للأعشاب في علاج الروماتويد أو الأمراض بصفة عامة، إليك بعض الحقائق الهامة عن الأعشاب وأيضاً عن الأقراص .

أولاً: عن الأعشاب:
 قد لا تكون بالفائدة التي تظنها فما يروج عنها (وهو غالباً غير خاضع للرقابة) يختلف أحياناً عما تحصل عليه منها من الفوائد .
 قد لا تكون بعدم الضرر الذي تظنه: فالكثير منها ليس بالنقاء الموصوف على العبوة و قد يحوي شوائب ضارة .

ثانياً: عن الأقراص: هل تعلم من أين نحصل على الأقراص؟
 نحن نحصل على الأقراص من عملية إستخلاص المواد الفعالة من الأعشاب و تنقيتها من الشوائب الضارة والمواد الأخرى و من عملية قياس دقيق وثابت لمقدار الجرعة الذي تحصل عليه في كل قرص من الدواء وهي عمليات هامة جداً للحصول على فعالية للعلاج مع أقل قدر من الضرر و لا تتأتى بالطبع كما ترى الآن من إستخدام الأعشاب كوسيلة للعلاج.

وننصح هنا بالإلتزام بما ينصح به الطبيب فهو بالتأكيد أقدر على إختيار ما يناسب حالتك من الوسائل و أيضاً بإستخدام الأعشاب التي تمت تنقيتها وتعبئتها بمعرفة المتخصصين وطبقاً للمواصفات العالمية ومعظمها يباع أيضاً بالصيدليات.

النظام الغذائي ومرض الروماتويد:

 من الأسئلة الشائعة لدى المرضى "ما هي الأطعمة التي عليهم تجنبها وما هي الأطعمة التي ينصح بتناولها للتحكم في أعراض المرض وإخماد نشاطه"

 لا توجد مؤشرات تدل على أن أنواع معينة من الغذاء تؤثر بالسلب أو الإيجاب على بداية ظهور المرض أو على شدة الأعراض.

 هناك فقط إقتراحات أن إستبدال الدهون الحيوانية بالدهون السمكية قد يساعد على التقليل من شدة الإلتهاب في المرضى الذين يعانون من المرض.

مرض الروماتويد والخصوبة والحمل والولادة:

الروماتويد لا يؤثر على الخصوبة و لا يمنع الحمل 
 بعض العقاقير التي تستخدم في علاج الروماتويد لابد من إيقافها قبل بداية الحمل و إستبدالها بعقاقير أخرى لا تتعارض مع الحمل.
 إذا حدث حمل لمريضة تتعاطى أحد العقاقير التي يحظر إستخدامها أثناء الحمل فلابد من إيقافها مباشرة و مراجعة الطبيب المعالج فوراً .

 يخمد نشاط المرض نسبياً وأحياناً تماماً في حوالي سبعين بالمائة من الحوامل و يكون ذلك في العادة مرتبطاً بمدى الإختلاف الجيني بين الأم والجنين بمعنى أنه كلما كان الجنين الذي تحمله الأم مختلفاً في تركيبه الجيني عنها (وذلك في حالات أن يكون والد الجنين ليس من أقارب الأم) يكون التحسن في الأعراض ملحوظاً و العكس صحيح.

قد ينشط مرض الروماتويد بدرجات متفاوتة في الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة

 تقل فرصة حدوث مرض الروماتويد (أي بداية ظهور أعراضه) في أثناء الحمل وتزيد نسبياً في الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة هؤلاء الأشخاص ذوي الإستعداد الوراثي لحدوث المرض.

 أظهرت إحدى الدراسات أن فرصة إشتداد أعراض الروماتويد تزداد طردياً مع زيادة عدد الولادات.
 
التطعيم ومرض الروماتويد:

لا يتم التطعيم إلا بعد إستشارة طبيبك حتى إذا كان هناك وباء متفشي يستدعي تطعيم الجميع.

ممارسة الرياضة ومرض الروماتويد:

للرياضة تأثير إيجابي على إلتهاب المفاصل وعلى الصحة بصفة عامة ولكن لابد من: 
 أولاً: إختيار الرياضة المناسبة فليس هناك داعي للممارسة رياضة الإسكواش مثلاً إذا كانت مفاصل الركبة هي أكثر المفاصل تأثراً بالإلتهاب الروماتويدي أو التنس إذا كان الرسغ هو الأشد تأثراً وهكذ افمن الأفضل إما إختيار رياضة أخرى أو الإنتظار حتى يخمد الإلتهاب والتورم والألم بهذه المفاصل. ونوضح هنا أن رياضة السباحة هي من أفضل الرياضات التي تزيد من لياقة الجسم بدون إحداث إجهاد للمفاصل بصفة عامة.

ثانياً: الإستماع إلى مفاصلك أو إلى جسمك: نقصد هنا أن تجعل شعورك بالألم و بأعراض الإلتهاب المقياس الأساسي الذي يحدد ما إذا كان من الحكمة الإستمرار في ممارسة الرياضة في هذا اليوم أو في هذا الأسبوع أو في هذا الشهرإذا كان من الأفضل الإنتظار حتى تخمد الأعراض. من الأفضل دائماً أن تقوم بكل الأنشطة الحياتية اليومية في حدود الألم ، فإذا كنت تمشي مثلاً، توقف وإستريح أو إجلس إذا شعرت بألم وعاود المشي مرة أخرى عندما لا يكون هناك ألم حتى وإن كان معنى ذلك أنك لن تمشي أكثر من خمسة دقائق فقط وتضطر بعد ذلك للتوقف فتكرار خمسة دقائق من المشي بدون ألم عدة مرات يومياً سيزيد من لياقتك و سيساعد على التغلب على الإلتهاب وسيؤهلك للمشي عشرين دقيقة كاملة بعد عدة أسابيع في حين أن الإصرار على المشي لعشرين دقيقة في الوقت الذي لا تحتمل فيه حالتك المشي إلا لخمسة دقائق فقط سيؤدي إلى فقدانك للقدرة على المشي لخمسة دقائق في خلال أيام. إستمع دائماً لنبض مفاصلك الملتهبة لأنها دائماً تكلمك وتنصحك بما فيه مصلحتك. 

السفربصفة عامة والحج والعمرة ومرض الروماتويد:

في حالة السفر للإقامة ببلد آخر، فإن مريض الروماتويد يحتاج إلى:
 تقرير طبي مفصل يحتوي على التشخيص والأساس الذي إستند إليه الطبيب في التشخيص و يحتوي أيضاً على قائمة بالعقاقيرالموصفة حالياً وسابقاً وعلى طريقة المتابعة (فحوص معملية يجب القيام بعملها بصفة دورية مثلاً)
بريد طبيبك الإليكتروني: فقد تحتاجه أنت أو الطبيب الذي سيقوم بمتابعة حالتك للتواصل معه.
للمطارات ومحطات القطار والأتوبيس ، يحتاج مريض الروماتويد إلى:
حقائب خفيفة تجر بعجلات.
فمن الأفضل ألا تجهد مفاصلك بحمل الأشياء الثقيلة وخاصة إذا كان المرض لا يزال في حالة نشاط لم يخمد بعد تماماً بالعلاج.

 بالنسبة للتواجد في الأماكن المزدحمة في السفر وبخاصة في أثناء الحج وأداء العمرة، يحتاج مريض الروماتويد إلى:

التأكد من الإلتزام بالتطعيمات اللازمة ولكن بعد أستشارة الطبيب طبعاً
إرتداء الكمامة الواقية من الأوبئة التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي
 نوع العمل والإنتظام بالعمل ومرض الروماتويد.

العلاقة بين مرض الروماتويد و العمل علاقة نسبية ولا مجال هنا للتعميمات لأنها تعتمد على شدة المرض من ناحية وعلى طبيعة العمل من ناحية أخرى ، فهناك روماتويد يميل إلى أن يكون نشط وعنيف معظم الوقت و يصعب أحياناً إخماد نشاطه مما يستدعى إجازات مرضية وراحة بالمنزل متكررة و هناك روماتويد وديع و هادئ بصفة عامة و يكاد لا يتعارض مع ممارسة أي عمل مهما تتطلب من المجهود. أيضاً هناك أعمال تتطلب إستخدام للمفاصل بشكل مجهد ومثير للإلتهاب الذي يعاني منه المريض كعمل عامل البناء أو فني الكهرباء أو مهندس الموقع وهناك أعمال لا تتطلب لمجهود يذكر مثل الجلوس على كرسي وإستقبال الزائرين أو الرد على التليفون.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-