هل الأدوية البديلة مشابهة للدواء الأصلي في المفعول؟
يتعرض معظمنا لهذا الموقف المحير في الصيدلية، والذي يكون مخيراً بين الدواء الأصلي الذي كتبه الطبيب "Brand Drug"، وأدوية بديلة مشابهة للصنف التجاري الأصلي في المادة الفعالة والتي تسمى "Generic Drugs"، حيث يكون دائماً هناك فرق كبير في التكلفة لصالح الدواء الأصلي، ولكن إذا كانت الأدوية المثيلة أو كما يطلق عليها البديلة مشابهة للدواء الأصلي في التركيب، فهل تشابه الدواء الأصلي "البراند" في الفعالية أو الآثار الجانبية؟ - هذا ما سنجيب عنه تفصيلياً في موضوعنا هذا.
إن عملية جلب أو اكتشاف دواء جديد إلى السوق يكلف أكثر من 2.6 مليار دولار، وتكون هناك قوانين صارمة تؤيد براءات الاختراع على الأدوية للشركة الأصلية والتي قامت بإكتشاف هذا الدواء، وتسمح هذه القوانين للشركات بالإستحواذ على الدواء في السوق بدون منافسين لمدة 20 سنة لإسترداد معظم التكاليف المالية التي تم صرفها على اكتشاف هذا الدواء الجديد. "ويتم تسمية الدواء في هذا الحالة بالدواء الأصلي أو البراند "Brand Drug".
وبمجرد انتهاء صلاحية براءة الاختراع، يمكن للشركات الأخرى الدخول إلى السوق بأدوية مكافئة للدواء البراند من ناحية التركيب، ولكن يتم إنتاجه بسعر منخفض للغاية، حيث تكون الأدوية المثيلة أو كما يطلق عليها اسم "Generics" هي أرخص بنسبة 80٪ من مكافئتها ذات العلامة التجارية الأصلية.
ولكن هل يعني ذلك أن الأدوية المثيلة أو المكافئة ربما تكون أقل فعالية أو أمانًا؟
بالنسبة لـ 99٪ من الأدوية الموجودة في السوق، فإن الجواب هو لا.
ولكن هناك بعض الإستثناءات، وهي تلك الأدوية التي تحتوي على أفق علاجي محدود والتي لو زادت الجرعة عن الجرعة الأصلية زيادة طفيفة قد تؤدي إلى تسمم أو حدوث مضاعفات كثيرة، مثل مادة الكاربامازبين، والسيكلوسبورين، والديجوكسين، والليفوثيروكسين، والليثيوم، والفينيتوين، والتاكريليموس، والثيوفيلين، والوارفارين.
مع هذه الأدوية، قد يكون للاختلافات الطفيفة في الجرعة أو تركيزات الدم تأثيرات كبيرة، ويجب أن يلتزم الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية إما مع الإصدار الأصلي "البراند" أو أن ينتقلوا إلى دواء مثيل واحد لا يتم تغييره.
من الناحية النظرية، قد يكون هناك أيضا اختلافات بين التركيب الكيميائي للشركات التجارية المختلفة. فعندما تنتهي صلاحية البراءة، لا تُسلم الشركات مخططًا لتصميم الدواء الخاص بها إلى شركات منافسة، مما يعني أنه قد يكون هناك اختلافات في نظام توصيل الدواء. أي أنه من المحتمل وجود اختلاف في مدى سرعة أو بطء تحرير المادة الفعالة، إلا أن إدارة الأغذية والأدوية FDA لا تزال تتأكد من أن الكمية الإجمالية للعقار الذي يتم إطلاقه من قبل النوع العام وذروة تركيزه تشبه النسخة التي تحمل علامة تجارية. وقد أظهرت الدراسات أن التغير الفعلي يبلغ عادة حوالي 3.5٪، ولا يختلف عن ذلك الموجود عند اختبار دفعتين من نفس الدواء الذي يحمل علامة تجارية.