تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية

تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية

أليكسندر فيلمنج - مكتشف البنسيللين 1928

تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية قديماً:

بالرغم من أن تصنيع المضادات الحيوية قد بدأ حديثاً في أوخر القرن العشرين، إلا أن المضادات الحيوية كانت تستخدم منذ آلاف السنين لعلاج العدوى، وبالرغم من أن الناس حتى القرن الماضي  لم يعرفوا أن العدوى كانت بسبب البكتيريا، إلا انهم كانوا يستخدمون مستخلصات نباتية مختلفة لعلاج الالتهابات.فعلى سبيل المثال، قام المصريون القدماء بوضع الخبز المتعفن على الجروح المصابة لعلاجها ضدى العدوى البكتيرية.

تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية حديثاً:

ولكن مع مرور الزمان، ظهرت أمراض - مثل الالتهاب الرئوي والإسهال - التي تنتج عن البكتيريا، كانت السبب الأول للوفاة في عالمنا الحديث.

وأخيراً قد تم اكتشاف المضادات الحيوية لأول مرة، بعد أن قام العلماء في أواخر القرن التاسع عشر بمراقبة المواد الكيميائية المضادة للبكتيريا أثناء العمل. وأشار بول إيرليخ، وهو طبيب ألماني، إلى أن بعض الصبغات الكيميائية تلون بعض الخلايا البكتيرية بدون أن تصبغ الكائنات الأخرى. واستخلص من ذلك أنه وفقا لهذا المبدأ، من الممكن إنشاء المواد التي يمكن أن تقتل بعض البكتيريا بشكل انتقائي دون الإضرار بالخلايا الأخرى.

متى تم اكتشاف المضادات الحيوية؟

 وفي عام 1909، اكتشف بول إيرليخ أن مادة كيميائية تسمى arsphenamine كانت علاج فعال لمرض الزهري. أصبح هذا أول مضاد حيوي حديث، على الرغم من أن إيرليخ أشار إلى اكتشافه بإسم "علاج كيميائي" - وهو استخدام مادة كيميائية لعلاج مرض ما. ولكن تم استخدام كلمة "المضادات الحيوية" لأول مرة بعد 30 عامًا من قبل المخترع الأوكراني الأمريكي المتخصص في علم الأحياء المجهرية Selman Waksman، الذي اكتشف في حياته أكثر من 20 مضادًا حيويًا.

كان ألكسندر فليمنج، هو الآخر أحد العلماء الذين اكتشفوا أشهر مجموعة من المضادات الحيوية إلى وقتنا هذا وهي "البنسيللين"، وذلك بالصدفة، حيث كان يقوم بزراعة أنواع معينة من البكتيريا "العنقودية" على أطباق الزراعة ونسى أن يغطي أحد الأطباق، وعند عودته من عطلة في سوفولك في عام 1928، لاحظ أن فطر البنسيليوم، قد لوث طبق البكتيريا "المكورات العنقودية" والتي تركها دون قصد مكشوفة. ووجد بأن الفطريات قد أنشأت مناطق خالية من البكتيريا أينما نمت على الطبق. وقد قام فيلمنج بعزل الفطر ووضعه في طبق نقي آخر، ووجد أن فطر البنسيليوم ثبت فعاليته حتى بتركيزات منخفضة جداً، ومنع نمو البكتيريا العنقودية حتى عندما تضعف 800 مرة، وكان أقل سمية من المطهرات المستخدمة في ذلك الوقت.

بعد التجارب المبكرة في علاج الجروح البشرية، ساعد التعاون مع شركات الأدوية البريطانية في أن الإنتاج الضخم للبنسلين (المادة الكيميائية التي تنتجها فطر البنسيليوم) كان ممكنًا. 

يذكر أنه بعد حريق في مدينة بوسطن، بولاية ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية، توفي ما يقرب من 500 شخص، تشوه العديد من الناجين بحروق جلدية والتي كانت عرضة للعدوى بالبكتيريا العنقودية (Staphylococcus). وكان العلاج بالبنسلين ناجحًا إلى حد كبير، وبدأت الحكومة الأمريكية في دعم الإنتاج الضخم للدواء. وبحلول عام 1944 ، كان البنسلين يستخدم على نطاق واسع لعلاج قوات الجيش ضد العدوى البكتيرية في كل من الميادين والمستشفيات في جميع أنحاء أوروبا. وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، كان البنسلين يلقب بـ "العقار الأعجوبة" وقد أنقذ العديد من الأرواح.

كان للعلماء في جامعة أكسفورد دور أساسي في تطوير عملية الإنتاج الضخم، وهم هوارد فلوري وإرنست تشين والذين تقاسما جائزة نوبل 1945 في الطب مع الكسندر فليمنغ لدورهم في خلق أول المضادات الحيوية "البنسيللين" بإنتاجية عالية جداً.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-